اعتقال تاجر متضرر من حريق سوق بني مكادة يثير استياء حقوقيا واسعا
في تطور مثير للقلق، خرج منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب، أمس الأحد، ببلاغ تضامني شديد اللهجة، عبّر فيه عن بالغ استيائه من اعتقال أحد تجار سوق بني مكادة بطنجة. وذلك يوم الخميس 24 يوليوز 2025، على خلفية عجزه عن سداد التزامات مالية ترتبت عليه جراء الخسائر الفادحة التي تكبدها عقب الحريق الكارثي الذي التهم السوق في فبراير الماضي.
وأكد المنتدى أن هذا الاعتقال، بدل أن يكون دافعا لتدخل عاجل يراعي الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للأزمة.. يشكّل مؤشرا خطيرا على “انسحاب الدولة ومؤسساتها من أداء دورها الدستوري في الحماية الاجتماعية، لا سيما في أوقات الكوارث”، وفق تعبير البيان.
وأوضح المنتدى أن حالة التاجر المعتقل ليست سوى نموذج من معاناة جماعية يعيشها عشرات التجار المنكوبين الذين تُركوا، بحسب تعبيره، “لمصيرهم المجهول. دون تعويضات أو خطة واضحة تضمن لهم استعادة نشاطهم التجاري وكرامتهم المعيشية”.
وفي هذا السياق، وجه منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب مجموعة من المطالب العاجلة. وأبرزها: الإفراج الفوري وغير المشروط عن التاجر المعتقل. وذلك بالنظر إلى وضعه الاجتماعي والإنساني، ولسياق الكارثة التي أطاحت بمصدر رزقه.
وطالب المنتظى كذلك بإطلاق برنامج دعم مباشر للتجار المتضررين، يضمن الحد الأدنى من شروط العيش الكريم. ويشكل مدخلا فعليا لإعادة الحياة الاقتصادية إلى السوق.
وشملت المطالب أيضا بالتسريع في أشغال إعادة بناء السوق ووقف ما أسماه المنتدى “حالة الانتظار القاتلة” التي تهدد الاستقرار الاجتماعي وتزيد من مخاطر الهشاشة.
إلى جانب إحداث صندوق خاص بالتضامن والتعويض لفائدة التجار المنكوبين. وذلك بتمويل من الجماعة الترابية والمؤسسات الحكومية. على أن تُسند إدارته إلى لجنة إشراف متعددة التمثيليات لضمان الشفافية والعدالة.
ونادى المنتدى تحميل المسؤولية للمؤسسات المنتخبة التي التزمت أمام المواطنين بتعهدات بعد الكارثة.. لكنها “تخلت عنها دون محاسبة أو توضيح”، وفق ما ورد في البيان.
وختم المنتدى بلاغه بالتنبيه إلى أن إطالة أمد الأزمة وعدم التدخل الفوري لا يؤدي فقط إلى تفاقم المعاناة الفردية.. بل “يهدد الثقة العامة ويعكس ضعف البعد الحقوقي والاجتماعي في السياسات العمومية”. ودعا كافة الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة تفادياً لمزيد من الانزلاقات.
ويأتي بلاغ المنتدى في سياق يتسم بتصاعد الغضب الشعبي في صفوف المتضررين من الحريق. وذلك وسط تنديد واسع بتأخر الحلول وغياب الدعم المؤسسي الفعلي. وهو ما يزيد من ضغط المطالب بتدخل حكومي ومجتمعي عاجل ينقذ الأسر المتضررة من براثن الإفلاس والتهميش.
Discussion about this post