استمرار العمل بوسائل النقل المزدوج يسائل جدية الانتقال نحو النقل الحضري المستدام في طنجة
يطرح استمرار الاعتماد على وسائل النقل المزدوج في مدينة طنجة، ثاني أكبر قطب اقتصادي في المملكة وإحدى أبرز المدن التي ستحتضن تظاهرات دولية كبرى من حجم كأس العالم 2030، أكثر من علامة استفهام حول مدى جدية تنزيل خطة الانتقال إلى نقل حضري مستدام يليق بمكانة المدينة وطموحاتها المستقبلية.
استمرار العمل بوسائل النقل المزدوج يسائل جدية الانتقال نحو النقل الحضري المستدام في طنجة
فرغم إعلان شركة “طنجة موبيليتي” عن صفقة اقتناء 300 حافلة مخصصة للنقل الحضري.. إلا أن الغموض ما يزال يلفّ كيفية التعامل مع ملف النقل المزدوج، الذي يظل منتشرا بكثافة في مختلف أحياء المدينة وضواحيها. وذلك دون أن تلوح في الأفق أية بوادر لحل جذري أو مقاربة إدماجية عادلة.
ويترقب المهنيون في القطاع تفعيل مقاربة تشاركية جادة، ترتكز على فتح قنوات الحوار والتعاون لإدماجهم في المنظومة الجديدة. وذلك بما يضمن الحفاظ على مصادر أرزاقهم من جهة، وتحقيق أهداف النقل المستدام من جهة أخرى. وكذا انسجاما مع المعايير الدولية التي ينبغي أن تلتزم بها المدن المستضيفة لفعاليات كبرى.
ظروف مدينة لنقل المواطنين
غير أن استمرار ظاهرة النقل المزدوج يسيء لصورة مدينة طنجة. وخاصة بالنظر إلى الظروف المهينة التي يُنقل فيها المواطنون داخل هذه العربات. وتفتقر هذه الظروف لأبسط شروط السلامة والراحة.
وتندد عدة فعاليات مدنية بكون هذه الوسائل لا تخضع لأي مراقبة تقنية. فيما يرتكب سائقوها مخالفات مرورية خطيرة تصل أحيانا إلى حد تحدي عناصر شرطة المرور في واضحة النهار. وهو ما يهدد سلامة مستعملي الطريق ويكرّس حالة من الفوضى المرورية المستمرة.
نقل مزدوج على أعتاب المستشفى الجامعي
وتفيد المعطيات المتوفرة، حسب ما أدلى به مستعجلين لهذه الحافلات لـ”إيكو بريس”، بأن هذه الحافلات تربط وسط المدينة بعدد من الجماعات القروية والمناطق شبه الحضرية.
ومن بين مسارات حافلات النقل المزدوج خط حيوي يصل بين منطقة “كاسطيا” والمستشفى الجامعي محمد السادس. وذلك في ظل غياب ربط مباشر من طرف الخط الرسمي “i10″، الذي يتوقف على بعد كيلومتر ونصف من المستشفى.
ويضطر بعد محطة حافلات “ألزا” هذا المرضى والمرافقين إلى ركوب هذه الحافلات غير المهيكلة، رغم ما تشهده من اكتظاظ كبير، وضعف تهوية، وغياب شروط السلامة.. وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى حرص السلطات على ضمان نقل آمن وإنساني لفئة حساسة من المجتمع.
وضع يفجر تساؤلات ومطالب
ويضع هذا الوضع يضع الكاتب العام لولاية طنجة تحت المجهر، باعتباره مسؤولا إداريا مفترضا في التنسيق بين مختلف المصالح المعنية، وتتبع الملفات الكبرى المرتبطة بتأهيل المدينة. إلا أن حضوره لا يزال خجولا، ولا يرقى إلى مستوى التحديات الحضرية واللوجستية التي تواجه مدينة مليونية تستعد لاحتضان العالم.
واليوم، باتت تحتاج طنجة إلى إرادة سياسية واضحة، ومسؤولين ميدانيين يتمتعون بالكفاءة والجاهزية، لتأمين الانتقال إلى منظومة نقل تليق بمدينة المستقبل، وتقطع مع الفوضى التي ما زالت تشوّه ملامحها.
ذات صلة:
شركات صينية وشركة سويدية تتنافس على تزويد طنجة بحافلات النقل الحضري
Discussion about this post