في أكبر عملية اختراق سيبراني عرفها المغرب، اختراق هاكرز لـCNSS يفضح هشاشة وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية.
اختراق هاكرز لـCNSS
تعرضت الأنظمة المعلوماتية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) لهجوم خطير من مجموعة هاكرز جزائرية تُطلق على نفسها اسم “جبروت”.
وتمكنت المجموعة من التسلل إلى قواعد بيانات حساسة وسرية تخص مئات الآلاف من الموظفين في القطاع الخاص، مما يضع وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية في قلب زلزال من التساؤلات والاتهامات.
فضيحة رقمية مكتملة الأركان
ولم يكن هذا الهجوم السيبراني الذي تعرضت له إحدى أكثر المؤسسات الحساسة مجرد اختراق عابر، بل شكل فضيحة رقمية مكتملة الأركان، تمثّلت في تسريب منظم وواسع النطاق لمعطيات حساسة تخص مؤسسات وأفراد على حد سواء.
وشمل التسريب تفاصيل 499 ألفا و881 شركة مغربية تم تسريبها في صيغة ملفات “CSV”، وجرى كذلك تسريب المعطيات الشخصية لـ1.99 مليون موظف.
والأخطر من ذلك هو وجود أكثر من 53 ألفا و574 ملف “PDF” تضمّ أجور العاملين، وتضم أيضا معلومات دقيقة تشمل الأسماء الكاملة، وعناوين البريد الإلكتروني، وأرقام البطاقة الوطنية، والمعلومات البنكية.
مؤسسة في صلب ورش الحماية الاجتماعية
وسطر عدد من المختصين والمتتبعين على أن المثير للقلق هو أن هذا الهجوم لم يستهدف مجرد مؤسسة إدارية عادية، بل تطاول على جهة توجد في صلب ورش الحماية الاجتماعية، وهو أحد أكثر الأوراش الاستراتيجية التي أطلقها المغرب في السنوات الأخيرة.
ويهدد هذا الوضع بنسف هذا الورش الوطني من الداخل، كما يفتح الباب على مصراعيه أمام فوضى رقمية قد لا تتوقف عند هذا الحد، إذا ما استمرت هذه الهشاشة البنيوية في منظومة الأمن السيبراني.
وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية في وضع حرج
ووضع هذا المشهد المقلق، الوزارة الوصية ووكالة التنمية الرقمية في موقف حرج جعلها في فوهة مدافع حارقة من المساءلات والانتقادات.
وباتت تُطرح عدة أسئلة حارقة، وعلى رأسها: “أين هي وزارة الانتقال الرقمي من كل هذا؟ أين هي وكالة التنمية الرقمية؟”.
حلم تحول رقمي دون أمن سيبراني
كما سلط هذا الاختراق الضوء بقوة على مدى صلابة منظومة الأمن الرقمي في المؤسسات والإدارات العمومية بالمغرب.
واعتبر عدد من المتتبعين أنه إذا كانت مؤسسات بهذا الحجم والوزن تُخترق بهذه السهولة، فماذا عن باقي الإدارات والمؤسسات؟.
ومن جهة أخرى؛ وضع الهجوم واقع حلم “المغرب الرقمي” تحت مجهر المعاينة والتمعن. وتساءل العديد: “كيف يمكن للمغرب أن يطمح لقيادة التحول الرقمي في إفريقيا، ويستعد لاحتضان تظاهرات كبرى مثل “جيتيكس إفريقيا”، بينما تُعرض بيانات الملايين للاختراق والتسريب؟”.
صمت الجهات المسؤولة يفاقم الأزمة
وفي خضم كل ذلك؛ شكل صمت الجهات المسؤولة وعدم تقديمها أي توضيحات رسمية نقطة فاقت السخط خاصة في صفوف المنخرطين في صندوق “CNSS”.
واعتبر عدد من المختصين، عبر منصات التواصل، أن “المصيبة لا تكمن فقط في حجم التسريب المهول، بل في صمت الجهات المسؤولة، وغموض موقفها إزاء هذا الفشل الذريع في تأمين منظومات يُفترض أنها تمثّل خط الدفاع الأول عن الأمن السيبراني للمملكة”.
وأضحت هذه الفضيحة الرقمية تُحتم مساءلة وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية، وتفرض فتح تحقيق شفاف حول مسؤوليات كل طرف.
ذات صلة:
ورقة العلاجات.. cnss يعلن عن قرار هام بخصوص التعويضات عن المرض
صندوق cnss يحصل على صلاحية الحجز على الحسابات البنكية للمدينين
Discussion about this post