أدخل قرار الملك محمد السادس، بعدم ذبح أضحية عيد الأضحى لهذا العام، فرحة غامرة على قلوب المواطنين. وأعربوا عن امتنانهم العميق لهذا القرار الذي اعتبروه طوق نجاة من الأسعار الملتهبة التي كانت تنذر بتجاوز 8000 درهم للكبش الواحد.
ولاقى القرار، الذي جاء في سياق الظروف الاقتصادية الراهنة وارتفاع أسعار الأضاحي، ارتياحا وتنويها واسعين من طرف الشعب المغربي، حيث اعتبره المغاربة خطوة تضامنية تعكس حسا بالمسؤولية الاجتماعية.
حديث الساعة
وفي غضون دقائق، تحول القرار إلى حديث الساعة، وتصدر منصات التواصل الاجتماعي. فقد عبّر المغاربة عن ارتياحهم غير المسبوق. معتبرين أن الملك جنّبهم معاناة مالية كانت تثقل كاهلهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وعجَِت منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بالتغريدات والتعليقات بين من ابتهج بالقرار واعتبره دعوة للتخفيف عن الأسر المتضررة اقتصاديا، ومن نزل عليه الخبر كالصاعقة لما سيكبده من خسائر مادية.
وكتب أحد المغردين: “قرار حكيم من ملك قريب من شعبه، يراعي القدرة الشرائية للمواطنين”.
ومن جانبها، أبدت شخصيات سياسية رأيها في القرار، إذ اعتبره البعض فرصة لإعادة التفكير في كيفية أداء الشعيرة وفق الإمكانيات المتاحة. وأكدوا أن قرار الملك محمد السادس رسالة تحمل أبعادا اجتماعية واقتصادية عميقة وتعكس حرصه على واقع المواطنين في ظل التحديات الراهنة.
انعكاس في سوق الأضاحي
وقد انعكست الفرحة الشعبية سريعا على سوق الأضاحي. حيث شهدت الأسعار انهيارا مفاجئا. وهوى ثمن الأكباش إلى النصف في أقل من 24 ساعة. ما خلق صدمة غير متوقعة لمربي الأغنام و”الشناقة” الذين كانوا يمنّون النفس بموسم استثنائي من الأرباح الخيالية.
مادة دسمة للسخرية
وعلى منصات التواصل، لم يتردد المغاربة في تحويل الحدث إلى مادة دسمة للسخرية. فانتشرت تعليقات لاذعة وصور ساخرة توثق حالة الارتباك التي أصابت المضاربين في أسواق الماشية. وذلك بعدما وجدوا أنفسهم أمام وفرة في العرض مقابل طلب شبه منعدم.
وعلّق أحد النشطاء على منصة “إكس” قائلا: “كانوا يرفعون الأسعار بلا رحمة، فجاء القرار الملكي ليعيدهم إلى الواقع… الآن، الشناقة يبحثون عن زبائن حتى بنصف الثمن!”. بينما نشر آخر صورة لأحد الأسواق شبه الخالية من المشترين مرفقة بتعليق ساخر: “اللي طمع طبع”.
وبينما يتواصل التفاعل الشعبي مع القرار الملكي، يرى مراقبون أن هذه الخطوة جاءت استجابة لواقع اقتصادي يتطلب تدابير استثنائية، في وقت يترقب فيه المغاربة كيف ستنعكس تداعياتها على السنوات المقبلة.
Discussion about this post