تغيير مدير الوكالة الرقمية أياما قليلة بعد “جيتكس إفريقيا” وسط جدل واسع وانتقادات لاذعة
في خطوة مفاجئة، وبعد أيام قليلة فقط من الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس إفريقيا” بمراكش، تم تعيين أمين المزواغي مديرا عاما جديدا لوكالة التنمية الرقمية. وذلك باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، وموافقة سامية من جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
إعفاء مدو بعد “جيتكس”
ويأتي هذا التعيين الجديد في سياق مشحون بالجدل. ويأتي وسط مؤشرات متعددة تُرجّح أن التغيير لم يكن قرارا إداريا عاديا. وتعتبر أنه جاء كرد فعل على سلسلة من الإخفاقات والانتقادات التي طالت الوكالة الرقمية خلال الفترة الأخيرة. وخاصة في ظل التدبير الذي كان يشرف عليه المدير السابق محمد الإدريسي الملياني.
وقد عرف المعرض التكنولوجي الأكبر في القارة الإفريقية، والذي تنظمه الوكالة الرقمية إلى جانب وزارة الانتقال الرقمي، هذه السنة مشاركة قياسية تجاوزت 45 ألف زائر و1400 عارض من أكثر من 130 بلدا. غير أن هذه الأرقام البراقة لم تُخفِ حالة الفوضى وسوء التنظيم التي طبعت انطلاقة الدورة، حسب ما نقلته مصادر إعلامية.
فمنذ اليوم الأول، وُجِّهت انتقادات حادة حول طريقة تدبير الحدث، سواء على مستوى التغطية الإعلامية، أو اللوجستيك المخصص للصحفيين. واعتبر العديد أنه تم تجاهل مؤسسات إعلامية معروفة، في حين وُجهت الدعوات لجهات غير معروفة. وهو ما أثار شبهات حول المحسوبية والزبونية.
كما تزامن القرار مع تعثر عدد من المشاريع الرقمية الكبرى. إلى جانب شبهات تدبير وصفقات بمبالغ ضخمة لم تُثمر نتائج ملموسة.
مطالب بالمحاسبة والشفافية
وساهمت هذه الإخفاقات، إلى جانب غياب الشفافية في تدبير صفقات الرقمنة، في توسيع هوة الثقة بين الوكالة الرقمية ومجتمع التكنولوجيا والمهنيين. فقد طالب هؤلاء بإعادة النظر في أولويات المرحلة وفتح تحقيقات في عدد من الملفات العالقة.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المتابعين أن الإعفاء السريع للإدريسي وتعيين خلف له مباشرة بعد “جيتكس” ليس معزولا عن هذه التطورات. وإنما يُعتبر إشارة إلى بداية مرحلة جديدة من إعادة الهيكلة والتقييم داخل المؤسسات المكلفة بقيادة التحول الرقمي في المغرب.
نحو بداية جديدة؟
وباتت الرهانات الرقمية اليوم أكبر من أن تُواجه بالشعارات وحدها. ومع تعيين أمين المزواغي، تتطلع الأوساط الرقمية إلى مرحلة جديدة تقوم على الشفافية، والفعالية، والحكامة الجيدة. وذلك لتكون الوكالة بالفعل في مستوى طموحات الانتقال الرقمي الذي يريده المغرب.
ذات صلة:
جيتكس إفريقيا المغرب.. الوكالة الرقمية تؤكد ريادة المغرب رقميا في إفريقيا
الوكالة الوطنية للموانئ تطلق بوابتها الإلكترونية لتبسيط الخدمات الرقمية
Discussion about this post