إيكو بريس متابعة –
دائما تأتي الخطب الملكية السامية خصوصا في مناسبة ذكرى اعتلاء عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، لتفتح خارطة طريق جديدة، وتنبه إلى مكامن الخلل بهدف تقويم ما يمكن تقويمه، واستدراك ما يمكن استدراكه.
ففي خطاب عيد العرش الأخير بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين، حث جلالة الملك محمد السادس على مفهوم “الجدية” من أجل تحقيق المبتغى في تنزيل النموذج التنموي الجديد.
لكن حينما يتوقف المواطن المحلي في طنجة، عند أدوار بعض المسؤولين الترابيين وأفعالهم وتدخلاتهم على أرض الواقع، يتسائل بكثير من الاستغراب أين هو مبدأ الجدية في تحركاتهم وتدخلاتهم، خصوصا في المجالات التي تندرج ضمن جوهر مهامهم واختصاصاتهم، كما هو الأمر مع قطاع النظافة والبيئة.
ففي شارع المنصور الدهبي، خلف فندق شالة مباشرة، يوجد مستنقع آسن وبؤرة سوداء تتمثل في مكب النفايات، الذي يعد واحدا من أسوأ مكبات النفايات على صعيد مدينة طنجة، بعد مكب النفايات في سوق مسنانة، ومكب النفايات في سوق بنديبان، والبؤرة السوداء الأخرى في منطقة أهلا.
فقد توصلت صحيفة إيكو بريس الإلكترونية، من ساكنة شارع علال بن عبد الله وشارع المنصور الدهبي، خصوصا القاطنيني في العمارات العمارات المقابلة لمخبزة فلورانسا، الذين عبروا عن استياءهم واستنكارهم الشديد جراء تماطل السلطات في إيجاد حلول جذرية لتلك البؤرة السوداء.
وفي الوقت الذي يؤكد السكان أن المكان تحول إلى بؤرة استقطاب المنحرفين والحمقى يفترشون الرصيف المتسخ، بعدما يعبثون بالأزبال والنفايات. تسائلوا في حديثهم مع منبر إيكو بريس، ألا يمر قائد الملحقة الإدارية الرابعة من أمام المكان ؟؟ ألا تمر بالقرب منه سيارة رئيس دائرة طنجة المدينة ؟؟ ألم يشاهدوا هذه الكارثة البيئية ؟؟ إذا عاينوها لماذا لم يقوموا بالواجب؟؟
فكما هو معلوم فإن مرفق قطاع النظافة الحيوي، يخضع لمراقبة وتتبع سلطات الوصاية، في ظل تخاذل و تكاسل المنتخبين، فإن السلطات يجب أن تتحمل عبئ ذلك، وليس المواطن البسيط هنا وهناك في رقعة هذا الوطن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن شركات النظافة بطنجة تلتهم 46 مليار سنويا من خزينة الدولة، مقابل خدمات رديئة وتدخلات ترقيعبة في البؤر السوداء.
ونبه المتحدثون لصحيفة إيكوبريس، إلى أن المكان القذر تنبعث منه روائح نتنة، وقذارات تزكم الأنوف، بفعل الرواسب السائلة من براميل النفايات، والتي يكب فيها المطاعم فضلاتهم العضوية ومخلفات الطعام التي سرعان ما تتعرض للعفن والحموضة، بفعل حرارة الطقس، وتنشر روائحا كريهة في أرجاء المكان.
وليس مكب النفايات قبالة مخبزة فلورانسا وحده، وإنما هناك نقطة سوداء أخرى جوار مدرسة البعثة الفرنسية ليسي رينو، حيث توجد حاويات فوق مكان نتن، وتفوح منها روائح كريهة. أما حالة سطح الرصيف فقد حلت مكانها غطاء من الأوساخ العفنة، حيث يجب على الراجلين الابتعاد مسافة طويلة مع غلق الأنف للمرور من شارع المقاومة.
فبعدما تعجب المتتبعون للشأن المحلي في القرار القيادي الذي أصدره قائد الملحقة الإدارية الرابعة، يوم صدور قرار من الولاية يحدد توقيت إغلاق المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية عند منتصف الليل بتوقيت غرينيتش، حيث سارع القائد حينئذ تنفيذا لـ “تعليمات” لفرض عقوبات على أحد “المخالفين” فإنه بالمقابل لا يتحرك بنفس السرعة والفاعلية إزاء نقط سوداء ضمن مجاله الترابي، بل و غير بعيد عن مقر الملحقة الإدارية الرابعة. وغير بعيدة من مقر ولاية طنجة، ومقر مقاطعة المدينة، مما يطرح الكثير من علامات استفهام ؟