إيكو بريس زكرياء بلشقار –
نحن في القرن الواحد والعشرين وفي سنة 2024، ما يزال الأطفال يتوجهون إلى المدارس في عدة أحياء بعاصمة البوغاز، وعاصمة شمال المملكة، مرورا فوق الأوحال، وفوق البرك المائية المتسخة، وذلك خلال فصل الشتاء.
هذا الوضع يعاني منه سكان عدة أحياء في مناطق مسنانة، البرانص القديمة، الرهراه، سيدي ادريس، المرس، أشناد، السانية بير الشيفا، امغوغة، وغيرها من الأحياء الناقصة أو المنعدمة التجهيز، حيث أنها استفادت جزئيا من مشاريع التهيئة والصيانة في عهد المجلس السابق، لكن منذ تولي مجلس منير الليموري تدبير شؤون مدينة طنجة، لم تبرمج أوراش كبيرة لتبليط الأزقة وتهيئة الأرصفة، وصيانة الحفر.
وقالت فاطمة الميموني، أم طفلة في الثانية إعدادي بمنطقة مسنانة، إنهم يقطنون منذ تسعة سنوات في منطقة البرانص القديمة، وأن أولادها ترعرعوا وسط الأوحال بسبب تأخر مشاريع التهيئة، وكل عام يترقبون التفاتة المسؤولين، لكن إلى غاية سنة 2024 ما تزال الوضعية على حالتها الطبيعية.
وزادت المتحدثة، نحن أسر فقيرة نتغلب على حاجيات المعيشة بكثير من المشقة، وفوق كل هاته المعاناة نحتاج إلى مصاريف إضافية لكي نشتري الأحذية لأطفالنا كل وقت وجيز.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إنما لهذا الإهمال وقع نفسي كذلك، فإبناء هاته المنطقة يشعرون بالإقصاء، ويختزنون المشاعر السلبية في أنفسهم، ورغم صغر أعمارهم فإنهم يعرفون أن هناك تقصيرا من المسؤولين لكنهم لا يعرفون السبب، كما أننا لا نقدم لهم أجوبة، لأننا لا نعرف ما هي الأسباب بالضبط ولا نريد أن نعطيهم أحكاما جاهزة.
في المقابل، تسطر جماعة طنجة كل عام أوجه صرف الميزانية العامة، لكن المخصصات المرصودة لصيانة الطرقات والشوارع وتجهيز وتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، تبقى ضعيفة مقارنة الميزانية المرصودة مقارنة مع الميزانية المخصصة للمناطق الخضراء حوالي مليار سنتيم، وهو غلاف مالي مهول جدا، حسب مستشارين جماعيين، وأيضا حوالي 4 ملايير للإنارة العمومية، و 43 مليار لقطاع النظافة، رغم رداءة خدمة جمع الأزبال والنفايات المنزلية، ومن قال العكس فليقم بجولة على غفلة في أوقة الأحياء الشعية آناء الليل وأطراف النهار.