إيكونوميك بريس – طنجة
هل تعتقد وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، أن إصلاح الوكالات الحضرية يمر عبر الخطب الجوفاء ؟ هل تعتقد الوزيرة الجديدة في حكومة سعد الدين العثماني أن القطع مع مظاهر التسيب في التعمير، سيتحقق بسردها على مسامع مدراء الوكالات الحضرية عبر مختلف التراب الوطني، كلاما من قبيل “ضرورة الانخراط في سيرورة الابتكار، واعتماد مؤشرات تحسين الأداء ونظم جديدة للتقييم واليقظة التكنولوجية”.
ماذا تقصد الوزيرة بوشارب، من كلامها أنه يتعين على الوكالات الحضرية استثمار المكتسبات المحققة في مجال التخطيط والتدبير الحضري، وعن أي “تموقع أمثل للوكالات الحضرية على المستوى الوطني والقاري”، تتحدث الوزيرة؟؟ وأي خبرات تم تطويرها لفائدة المجالات الترابية، من أجل الحد من التفاوتات الاجتماعية والفوارق المجالية؟؟؟ هل تعلم الوزيرة أن الفوضى العمرانية هي السائدة في طنجة على سبيل المثال، وأن التجزئات النموذجية هي الاستثناء والتجزيئ والبناء المخالف للقانون في المشاريع الصغيرة والكبيرة هو الأصل ؟؟؟
فكيف إذن ستعمل هذه المؤسسة على دعم ومواكبة التوجهات الكبرى والتصدي للتحديات المجالية، ومواكبة الأوراش الكبرى المفتوحة، وإرساء الثقة في مجال الاستثمار في إطار من الشفافية، وانتهاج القرب، وتحسين آليات استقبال المواطن وتجويد الخدمات، إلى جانب الحكامة الجيدة والسرعة والفعالية في الإنجاز، والعمل على مواكبة الإصلاحات الهيكلية، مع الأخذ بعين الاعتبار ورش الجهوية المتقدمة، واللاتركيز الإداري، ومستلزمات النموذج التنموي الجديد، في حين أن الوكالات الحضرية عبء إضافي في الأصل على الجماعات الترابية وتتدخل في أدوارها واختصاصاتها، بشكل يعرقل سير المرتفقين طالبي الرخص.
إذا كانت الوزيرة بوشارب، على علم بلا جدوائية أدوار الوكالات الحضرية ووجودها من عدمها له نتيجة واحدة، فإنها لن تنوه بما أسمته “المجهودات المبذولة من طرف الوكالات الحضرية لبلوغ الأهداف المسطرة التي تروم ترسيخ مجتمع متوازن ومتضامن على المستوى الاجتماعي والمجالي”، حسب قولها، في حين يعلم جميع المتتبعين أن الوكالات الحضرية تؤخر أكثر مما تقدمه للمواطن والمنعشين العقاريين.
ويرى ملاحظون أنه آن الأوان أن تخرج هذه المؤسسات من تحت جبة وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، وتصبح مصلحة ملحقة بالجماعات الترابية من أجل نجاعة أكبر وفعالية أكثر، تترجم بشكل واقعي على الأرض دون الإكثار من لغة الخشب التي مل منها المغاربة على مر عقود.