بقلم أنوار الطنجاوي –
تجربة الدخول المدرسي بالمغرب تجربة فريدة من نوعها و يمكن ان نعممها على كل البلدان المتخلفة التي نتنافس معها في التخلف.
لن أتحدث عن أعباء و مصاريف الدخول المدرسي التي أصبحت ترتفع سنة بعد أخرى و من فصل دراسي إلى فصل آخر و من مدرسة إلى أخرى و كأننا أمام مافيا منظمة تسلب من الآباء ما تبقى من دراهم معدودة في جيوبهم
بداية شهر شتنبر تبدأ الأشجار في لفظ أوراقها و يبدأ الطقس و المناخ في التغير انه فصل الخريف الذي يصادف خريف جيوب خاوية الا من ديون اثقلها شهر رمضان و عيد الفطر و العطلة الصيفية و عيد الاضحى و فواتير الماء و الكهرباء و مستلزمات العيش او بالاصح البقاء على قيد الحياه خاصة و ان المواد الغذائية و الخضروات و الفواكه و المحروقات وصلوا إلى اثمنة قياسية غير مسبوقة …
أثناء الدخول المدرسي لا صوت يعلو على صوت الكتب و الدفاتر و المقلمة و أدوات الرسم و الأغلفة الشفافة و الملونة وأشرطة اللصاق و المسطرة و المقص الذي يقتص من بقايا راتب علفت منه الزيادات الاخنوشية المتتالية واقتاتت على بقاياه أشياء أخرى كثيرة يصعب حصرها هنا..
تنكسر ظهور الكبار و هم يحملون حمولة تفوق الوصف و ربما تصلح هذه الحمولة فقط للحصول على جسم رشيق او لممارسة رياضة كمال الأجسام ، كتب لا تنتهي و دفاتر لم تعد تشبه دفاتر الماضي الجميل و اسماء أوراق و معدات يحار العارف و العالم و المتنور و الباحث في شؤون شمال افريقيا و الشرق الأوسط و الحرب الروسية الأوكرانية ، لأي غرض و فيما يستعملها طفل لا يتجاوز السادسة من عمره أدوات تخال أنها موجهة لكليات الطب او الهندسة او الفنون التي فقدت شكلها الجميل او بالاحرى فقدت جمالها و رونقها.
ثم يأتي الدور على اللوحة و الطبشور و أدوات الزينة الخاصة بالاقسام و حبذا لو كانت مصحوبة بالمعقمات و الأوراق الصحية وإن اقتدى الحال شراء قنينات ماء لغسل الأيادي كلما استدعت الضرورة ذلك لانه كما نعلم ان أغلب مدارسنا لا تتوفر على مادة الماء في دورة مياه و التي ينصح بعدم الولوج اليها الا للضرورة القصوى.
زد على ذلك من الضروري المصادقة على أوراق ووثائق الثبوتية و عقود الازياد مما يؤدي إلى خلق حالة من الازدحام الشديد أمام المقاطعات, و ذلك من أجل مساعدة الاخ المسؤول على جمع بعض الدريهمات اما مصاريف التسجيل و التأمين الذي لا يصلح لأي شيء فتلك قصة أخرى
باختصار شديد إنها تكلفة العيش أو البقاء في أجمل بلد في العالم لمن لم يسبق له الخروج منه …