إكونوميك بريس – العرائش
باتت آلاف الأسر الفقيرة بالمناطق الجبلية في أقاليم قروية مثل العرائش ووزان وشفشاون وتاونات ومناطق أخرى، مهددة بخسارة محصولها بشكل كامل من ثمار الزيتون هذه السنة بسبب آفة ذبابة الزيتون.
وأفادت مصادر محلية من إقليم العرائش أن ضيعات أشجار الزيتون بلغت بها نسبة الإصابة 100٪، تقريبا، مؤكدة بأن فلاحي المنطقة فقدوا بذلك موردا اقتصاديا يكاد يكون فريدا في مناطق تعاني من الهشاشة الاقتصادية، وتحاول ساكنتها بمشقة تجاوز الاعتماد على زراعة “القنب الهندي” المجرم قانونا، نظرا لما يحققه من عائد مادي مضاعف عن مداخيل المحصول الفلاحي بسبب غياب مشاريع الدعم واختفائها.
إضافة إلى ذلك هناك آلاف اليد العاملة التي تنشط نهاية موسم الزيتون، لن تكون متوفرة هذه السنة، سواء تلك التي توفرها حقول الزيتون خلال الجني والنقل، أو التي توفرها معاصر الزيتون العصرية.
من جهة أخرى، نبه فاعلون إلى المخاطر الصحية المحتلمة التي قد تنتج عن استهلاك زيوت الزيتون المصاب، إذ أكدت المصادر أن الأسر الفقيرة ستضطر إلى عصر محصولها رغم إصابته بالحشرة الضارة، لأنه ليس لهم بدائل في معاشهم.
هذه الخسائر التي تكبدها الفلاحون الصغار تتزامن مع وصول المغرب الأخضر لمراحل مهمة، لكن لحدود الساعة لم تسجل أي تحركات من جانب الوزارة الوصية ومديرياتها في الأقاليم المتضررة، من أجل تعويض الفلاحين عن خسائرهم الكبيرة.
هذا وتجدر الإشارة، إلى أن المجلس الأعلى للحسابات كان رصد في تقريره الأخير اختلالات بالجملة في برنامج “سلسلة إنتاج الزيتون”، تتمثل في التطور غير المستقر لإنتاج الزيتون ومردوديته، وزيادة مساحات زراعة الزيتون تهيمن عليها المساحات البورية.
ومن بين الملاحظات التي سجلها المجلس في تقريره، وجود ضعف النسيج الانتاجي وصغر مساحات الضيعات وقلة تنوع الأصناف المزروعة، و نمو ضعيف لإنتاج منتجات الزيتون (زيت الزيتون وزيتون المائدة)،
كما سجل التقرير غياب تتبع الدعم العمومي المخصص لتجهيرات السقي الموضعي، وكذا عدم وضع رؤية حول انعكاسات هذا الدعم، والتأخر في تحديث وحدات الإنتاج التقليدية ومطابقة وحدات التثمين للشروط القانونية.
ونبه التقرير ذاته، إلى ضعف نسب إنجاز مشاريع التجميع الانتاجي Agrégation، والإنجاز الضعيف لمشاريع الشراكة بين القطاع العام والخاص (PPP) أراضي صوديا وصوجيتا سابقا، وكذا الى ضعف إنجاز مشاريع التجميع التضامني مقارنة بالأهداف المسطرة، إضافة إلى ضعف تأهيل الضيعات وطرق الزراعة والتسيير التقني، وضعف في إنجاز مشاريع أعمال التهيئة.
Discussion about this post