إيكو بريس من طنجة –
نزل مسؤول نافذ في وزارة الداخلية بكل ثقله، من أجل تغيير تصميم التهيئة الجديد لمقاطعة طنجة المدينة، وتحويل مناطق كانت مخصصة “احتياطيا طبيعيا” إلى مناطق مخصصة لإقامة وتشييد فيلات وعمارات سكنية بقلب غابة الرميلات.
وحسب ما أوردته جريدة الصباح فإن المسؤول النافذ، فرض التغيير “المخدوم” على المديرة الجديدة التي عينتها فاطمة الزهراء المنصوري على رأس الوكالة الحضرية لطنجة، إرجاء طرح وثيقة تصميم التهيئة الجديد لدراسته والمصادقة عليه.
عضو مجلس المدينة، حسن بلخيضر، علق على هذه الفضيحة قائلا ” هناك تباين صارخ بين وثيقة 2019، التي صادق عليها مجلس طنجة، وبين النسخة الجديدة التي عرفت تغييرات كبيرة، تصب أولا وأخيرا لصالح عدد من المنعشين العقاريين، منهم من اشترى أرضا لا تصلح للتعمير، أو ليس فيها هامش كبير للربح بأثمنة رخيصة جدا ، على أمل تغيير تنطيقها في التصميم الجديد، وما ستسفر عنه نسخة 2024″.
وأضافت مصادر الصباح، أنه رغم الخروقات والتجاوزات التي حصلت في حق غابات طنجة، أمام أعين ومسامع عمدة المدينة، المشغول بالبحث عن مقعد له في المكتب السياسي ل”البام”، فإنه لم يحرك ساكنا، وظل يتفرج على “لوزيعة”، دون أن يستعمل سلطته، رئيسا للمدينة، من أجل إيقاف فضائح “وحوش” العقار ومن يخطط لهم في الخفاء.
وأفاد نفس المصدر، أنه أمام صمت العمدة، دخل مرصد حماية البيئة والمٱثر التاريخية بالمدينة على خط ماتتغرض له الغابات الحضرية بطنجة، نظير مناطق “الجبل الكبير” و”الرميلات” و”الراهراه” و”بوبانة” و”السلوقية”.
ووقف المرصد على عمليات التسييج والقطع والاجتثاث والبناء العشوائي ورمي الردم وتناسل حظائر تربية الدجاج وفتح مسالك إسمنتية “عشوائية”، وعدة مظاهر سلبية أخرى، إذ عمل على مراسلة الجهات المعنية للحصول على المعلومات الرسمية بخصوصها، وحثها على تحمل مسؤوليتها في ما يقع من اجتثاث للمئات من الأشجار المعمرة، وتدمير للغطاء الغابوي وهدر التوازن الإيكولوجي بالمنطقة، وتشجيع “السيبة”.
من جهة أخرى، دعا المرصد ولاية طنجة تطوان الحسيمة، والجماعة الحضرية والمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، وكافة ضبط الشرطة البيئية، إلى تحمل مسؤولياتهم، أمام هذا الواقع الذي يثبت أنه لا يزيد إلا استفحالا ورضوخا ل”وحوش العقار”، الذين لا يضيعون أي فرصة لتنفيذ مخططاتهم الرامية للإجهاز على متنفسات المدينة وفضاءاتها العامة، تماما كما يحدث عند مدخل غابة “الرميلات”، وجوار منتزه “بيرديكاريس” و”بوبانة” وداخل غابة “الراهراه” و”المريسات”.
Discussion about this post