إيكونوميك بريس – الدار البيضاء
بدا المشهد كما لو أنه هروب جماعي إلى فردوس موعود، ذاك ما رسمته صور إقبال مكثف للمواطنين من ساكنة إقليم تارودانت، صباح اليوم الأربعاء، على مركز تسجيل في فرصة عمل مؤقتة بحقول فلاحية جنوب فرنسا، تسهر على إتمام عملية التسجيل وتسلم ملفات المترشحين، مؤسسة الوساطة في التشغيل، الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل “أنابيك”.
ولقيت صور تداولها ناشطون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلا كبيرا، بالنظر إلى العدد الغفير الذي استقطبه إعلان عن فرصة تشغيل لمدة مؤقتة لا تتعدى أربعة أشهر، في عمل فلاحي يتمثل في جني الحوامض، والسبب هو أن مكان العمل في الديار الأوروبية، وهو ما يمثل فرصة للبعض ل”حرق الوثائق” والمكوث للإقامة الغير الشرعية هناك.
ولا يبدو أن عرض العمل في حد ذاته هو من أغرى تلك الجماهير الغفيرة لشد الصف وسط زحمة خانقة، أمام مكتب التسجيل لإيداع ملف ترشيحها، ذلك أن معدل الأجرة الشهري حسب إعلان العمل، يصل إلى 1525 أورو شهريا، وإذا علمنا أن آجل مدة العقد هو 4 أشهر، فإن مجموع ما سيجنيه العامل سيقارب 22 ألف درهم، وهنا يظهر أن رهان غالبية المتقدمين لإيداع ملفاتهم ليس الذهاب لهذه المهمة المحددة فحسب، وإنما مغادرة حدود التراب الوطني دون الإياب.
وشهدت مركز دار الشباب بمدينة أولاد تايمة ضواحي تارودانت، توافد آلاف الأشخاص للتسجيل في فرصة للعمل بإحدى الضيعات الفلاحية بجزيرة كورسيكا الفرنسية، بموجب عرض عمل أعلنت عنه الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات، حيث قالت مصادر محلية، إن المئات قضوا ليلة بيضاء لحجز الصفوف الأمامية بين الوافدين من نواحي المنطقة المعروفة وطنيا بزراعة وإنتاج الحوامض.
وحسب مصادر من المنطقة، فإن سكان أولاد تايمة توافدوا على مركز دار الشباب في ساعات مبكرة من الصباح ليصل عددهم إلى حوالي 1000 مرشح إلى حدود الساعة الثامنة صباحا، ومنهم من قضى الليلة بأكملها قرب مركز دار الشباب.
وأمام حالة الفوضى التي عرفها محيط مكتب التسجيل، أرجأت الجهات المسؤولة موعد سحب ملفات المترشحين لليوم الموالي، ودعتهم إلى الالتحاق بالقيادات التابعين لها قصد إكمال عملية التسجيل هناك، تفاديا لحصول مكروه أمام حالة التدافع الشديد.