إيكوبريس من طنجة –
احتشد مئات المتظاهرين صباح اليوم الأحد في مدينة طنجة، في مسيرة شعبية مؤيدة للشعب الفلسطيني، ومنددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على المدنيين في قطاع غزة، ومعربين عن شجبهم الشديد لما وصفوه “التواطئ الدولي” و “الصمت العربي”.
وجابت المسيرة، التي دعت لها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (هيئة مدنية مستقلة)، شوارع رئيسية وسط المدينة وصولا إلى ساحة الأمم، بمشاركة متظاهرين من مدن مغربية عديدة.
ونُظمت المسيرة تحت شعار “الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى ضد العدوان الهمجي الإسرائيلي، وضد التطبيع”.
وتوقف المتظاهرون أمام القنصلية الفرنسية في طنجة لدقائق، رافعين شعارات مناوئة لسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤيدة لإسرائيل.
وقال الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب عز الدين فيلالي، في تصريح لوسائل الإعلام: إن المسيرة “تندرج في إطار سلسلة احتجاجات شبه يومية في مختلف مدن البلاد، للتأكيد على الموقف الشعبي المغربي الداعم لقضية فلسطين الدائم”.
وأضاف فيلالي، أن “العنوان الأساسي لمسيرة اليوم، هو تجديد المطلب الرئيسي للمجتمع المغربي في الوقت الراهن، وهو إسقاط اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وطرد رئيس مكتب الاتصال (الإسرائيلي) بالرباط، كأقل واجب ينبغي على الحكومة المغربية القيام به”.
وفي 10 ديسمبر، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000، فيما أعربت هيئات وأحزاب وقطاعات شعبية عبر فعاليات عديدة رفضها لهذا التطبيع.
وبوتيرة يومية، تشهد العديد من المدن المغربية، بينها العاصمة الرباط، وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة، ورفع الحصار وإدخال المساعدات.
وردد المشاركون الذين حملوا أعلام فلسطين بكثافة، شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وأخرى داعمة لفصائل المقاومة وكتائب عز الدين القسام، ورفعوا لافتات مشفوعة بعبارات من قبيل: “يا قسام يا حبيب دمر دمر تل أبيب”، و “أمريكا والغرب شركاء في الحرب”
كما هتف المتظاهرون بشعارات متنوعة، بعضها تطالب بفتح الحدود، وأخرى تجدد التذكير بأوقاف المغاربة في بيت المقدس، من أجل بث الوعي بحقوق الشعب المغربي في القدس، حيث توجد حارة مسجلة باسمه، منذ عهد صلاح الدين الأيوبي.
وفي مجمل الهتافات انتقد المتظاهرون سياسة الحكومة المغربية والأنظمة العربية، حيث وصفت فاطمة الصروخ، إحدى المشاركات في المسيرة، رد فعل الجانب الرسمي إقليميا بأنه “خجول ومخز” لا يرقى إلى حجم انتظارات الشعوب العربية والإنسانية جمعاء، حسب وصفها.
فئة الممرضين والأطر الطبية من مدينة تطوان المشاركين في المسيرة الشعبية بطنجة، كان لهم حضور وصوت في الفعالية، حيث تجمع عشرات منهم خلف لافتة كبيرة تحمل رسالة شجب واستنكار جراء استهداف الأطر الطبية والطواقم الصحية وسيارات الإسعاف والمستشفيات، وطالبوا المنتظم الدولي توفير الحماية زملائهم في المهنة في قطاع غزة.
أما بعض المتظاهرين حملوا مجسمات لخريطة فلسطين كاملة قبل تاريخ النكبة، كما كانت عليه خلال الانتداب البريطاني قبل سنة 1948، لتذكير وعي الشعوب بحقيقة الأرض، وتفنيد الادعاءات الصهيونية المزعومة.
جل المتظاهرين المشاركين في المسيرة التحفوا رداء الكوفية الفلسطينية، فيما اختار الشبان ارتداءها على طريقة الملثم أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، وآخرون كانوا يلبسون هنداما يشبه لباس فصائل المقاومة.
Discussion about this post