<![CDATA[إذا كنتم تسيئون التصرف في جلود أضحية العيد، فأنتم تساهمون في ضياع نحو 5 آلاف فرصة شغل سنويا، لفائدة اليد العاملة في دباغة الجلود. فتلك القطع الصوفية التي تنزعونها من أضحيتكم وترمون بها في أكوام القمامة، بعدما تتعرض للتلف تحت أشعة الشمس، أو بسبب تمزيقها أثناء سلخ الأضحية، تعد مصدرا من مصادر التنمية الاقتصادية في حال تثمينها وإعادة تصنيعها. ونبهت كتابة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن المكلفة بالتنمية المستدامة، إلى أن سوء التعامل مع جلود الأغنام والماعز التي تذبح نهار عيد الأضحى، يتسبب في خسائر بقيمة سبعة ملايير سنتيم كل سنة، لأن جلود المواشي تعد مصدرا أساسيا في صناعة الملابس وعدد من المنتوجات الجلدية التي يعتمد عليها الاقتصاد الوطني ف صادراته الخارجية. وقالت كتابة الدولة في وصلة ترويجية تبرز أهمية الاحتفاظ بـ "البطانة"، إنه كل مناسبة عيد الأضحى يذبح المغاربة أكثر من خمسة مليون رأس من قطعان الماشية، لكن 15 في المائة منها فقط هي التي يتم إعادة استعمالها، أي حوالي 800 ألف جلد أضحية. ودعت الوزارة المواطنين إلى المساهمة في تثمين هذه المادة الأولية التي توفر فرص شغل لمئات اليد العاملة المبدعة، في مجال دباغة الجلود وصناعة المنتوجات الجلدية، وذلك عبر العناية بها وضمان شروط سلامتها إلى حين تسليمها لعمال شركة النظافة الذين يقومون بجولات في الأزقة والدروب لجمعها. حري بالذكر، أن دباغة الجلود هي إحدى الحرف المتوارثة عبر الأجيال في المغرب، إذ ما زالت هذه المهنة تزاول بفي مصانع تقليدية بعدة مدن مثل فاس، مكناس، الرباط، طنجة، تطوان، مراكش، حيث تحضى مهنة دباغة الجلود بسمعة جيدة منذ الماضي البعيد. وتعد الأحذية والمعاطف الشتوية، أهم أنواع الألبسة التي مازالت تواكب جديد الموضة رغم اعتماد مصادرها الرئيسية على جلد المواشي، كما تصنع منها منتوجات أخرى ذات قيمة وهدايا وتحف تعرضها البازارات، ويقبل السياح على شراءها بشغف. وخلال العشر السنوات الماضية، كانت أكثر من 230 شركة وطنية ودولية، تعمل في قطاع صناعة الأحذية المنصنوعة من جلد المواشي المغربية، وتصدر منتوجاتها إلى الأسواق الفرنسية، والإسبانية، والألمانية، والإيطالية، والبريطانية، لكن اليوم بدأت هذه الشركات في التناقص بسبب تراجع المواد الجلدية الخام، والمنافسة الخارجية.]]>
Discussion about this post