أيمن بنعلي – إكونوميك بريس
إذا كان منتخب تونس الخضراء نجح في بلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا، بعدما كان قد تأهل للدور الثاني محتلا الصف الثاني في مجموعته، فإن ذلك لا يعني بالضرورة توفره على نجوم من الطراز الغالي، إذ أن المنتخب المغربي المدجج بكتيبة نجومه توقفت مسيرته عن دور ثمن النهائي، وذلك رغم تسيده المجموعة بالعلامة الكاملة عقب ثلاث انتصارات.
وعلى خلاف أسود الأطلس الذين كانوا يظهرون مرشحين لبلوغ الأدوار النهائية من منافسات كأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا بجمهورية مصر، بالنظر إلى تواجد ترسانة من اللاعبين الذين مروا من أندية أوروبية كبرى، وآخرون يمارسون بالدوري الهولندي والإنجليزي والليغا الإسبانية، فإن تشكيلة منتخب نسور قرطاج تتكون من ترسانة بشرية عمودها الفقري لاعبين من أندية مغمورة بالدوري الفرنسي، والبقية قادمة من الدوري التونسي، و أخرى تلعب بالدوري المصري، والسعودي.
المفارقة الأخرى هي أن القيمة السوقية للاعبين المغاربة والمدرب هيرفي رونار، عالية جدا في بورصة رياضة كرة القدم، ولعل اللاعب حكيم زياش مهاجم أجاكس امستردام، تساوي نصف تشكيلة منتخب تونس من حيث القيمة السوقية، (40 مليون يورو)، وإذا أضفنا إليه اللاعب أشرف حكيمي، مدافع ريال مدريد المعار لبوروسيا دورتموند الألماني، (30 مليون يورو) نصل إلى القيمة الخام لتشكيلة نسور قرطاج كاملها.
وضمت تشكيلة أسود الأطلس كذلك، أربع لاعبين من الليغا الإسبانية هم مهاجم ليغانيس الإسباني، يوسف النصيري، ومهاجم سيلتا فيغو، سفيان بوفال، وحارسا خيرونا، ومالاجا، ياسين بونو، ومنير محمدي، تصل قيمتهم السوقية مجتمعين (30 مليون يورو)، كما أن هناك لاعبين آخرين محترفين بالدوريات الخليجية لكنهم لعبوا لأندية عملاقة، وكان سعرهم أعلى كالمهدي بنعطية، مدافع روما، ويوفينتوس، وبايرن ميونيخ.
كما أن نور الدين أمرابط، الذي حمل أقمصة بي إس في إندهوفن، ومالجا، وغالطة سراي، وواتفورد الإنجليزي السابق، وزميله في الدوري الهولندي، كريم الأحمدي، فضلا عن متوسط الميدان امبارك بوصوفة الذي لعب لأندرلخت البلجيكي، ولوكوموتيف موسكو، من بين اللاعبين الذين كانت قيمتهم السوقية مرتفعة في أسهم بورصة اللاعبين في أوروبا قبل أن تنخفض كثيرا بعد تقدمهم في السن.
أما عن الجانب التونسي فنجد معظم اللاعبين محترفين بالدوري الفرنسي في أندية متواضعة من حيث قيمتها السوقية في أوروبا، وأغلى لاعبي نسور قرطادج قائد الفريق وهبي الخرزي الذي يلعب في صفوف نادي سانتي تيان، بسعر 16 مليون يورو، يليه إلياس السخيري مونبولييه، ب (12 مليون يورو)، فيما تتراوح قيمة باقي اللاعبين بين مليون وسبعة ملايين يورو.
وهم بسام الصرارفي المحترف مع نيس الفرنسي، هو والحارس الثاني معز حسن، نعيم سليتي ديغون، ثم هناك يوسف المساكني الذي يلعب في فريق مغمور “يوبين البلجيكي”،وياسين مرياح في أولمبياكوس اليوناني.
أما البقية فثلث منهم يلعب بالدوري المحلي، بالترجي والنجم الساحلي، وثلاثة في الدوري السعودي، وعدد مماثل في الدوري المصري، هم حمدي النقاز، وفرجاني ساسي من الزمالك، وعلي المعلول الأهلي المصري، ثم لاعب واعد يلعب لفريق كبير وهو بايرن ليفركوزن الألماني، وهو مارك اللمطي ذي 18 ربيعا لكنه لا يلعب أساسيا.
ورغم الفرق الشاسع في وزن أسماء لاعبي كلا المنتخبين، والفوارق الكبيرة في قوة الأندية والدوريات المصدرة للاعبي كلا البلدين، فإن أبناء تونس الخضراء استطاعوا إسعاد شعبهم وإدخال الفرحة على قلوب التونسيين، فيما تجرع نظراءهم المغاربة حسرة الخيبة إثر الخروج المهين لأسود الأطلس على يد سناجب البنين.