ديسكورد من التفاهة إلى التغيير السياسي.. حينما تفوق جيل زد على البرلمان المغربي
لطالما ارتبط ديسكورد في مخيلة الشارع المغربي بشباب يخيطون الليل بالنهار في ممارسة ألعاب الفيديو، وإنتاج التفاهة والرداءة، وما زال كذلك حتى اندلعت احتجاجات جيل زد، وصار منصة للتغيير السياسي.
وانطلقت شرارة الاحتجاج من منصة ديسكورد، حيث دعا جيل زد المغاربة أول مرة إلى الاحتجاج في الشارع على رداءة الخدمات الصحية والتعليمية في المغرب، والمطالبة بالعدالة الاجتماعية، وإسقاط الفساد، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وصار ديسكورد فضاء سياسيا بامتياز يجتمع فيه شباب جيل زد كل يوم للتداول في الوقفات الاحتجاجية التي شهدتها المدن المغربية، وتبادل الآراء، وتقديم المقترحات، والتصويت على القرارات.
وهكذا حول شباب جيل زد منصة ديسكورد من إنتاج التفاهة إلى صناعة التغيير السياسي، متحررين من قيود الرقابة، قياسا إلى خاصية الأمان التي تتيحها المنصة خلافا لفيسبوك، وهو ما شجع عددا من الشباب على الاندماج في المجموعة دون أي مخاوف.
وبذلك تفوق ديسكورد على البرلمان المغربي، وعرى قصوره عن إحداث التغيير السياسي، وكرس الصورة النمطية التي تختزله في غرفة نوم مفتوحة يغمض فيها البرلمانيون المتعبون جفونهم دون أن تتورد خدودهم من عدسات الكاميرا، أو حلبة للملاسنات الساخنة بين ممثلي الأغلبية وممثلي المعارضة أمام الكاميرات، أو مكان لتناقل النكت وتبادل الضرب على الأكف من وراء الستار.
وكان جيل زد قرر التوقف عن الاحتجاج في الشوارع اليوم الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، على أن يستأنف الاحتجاجات يوم الخميس، قبل يوم واحد على خطاب الملك محمد السادس المرتقب في قبة البرلمان بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة.
Discussion about this post