إيكونوميك بريس – الحي الجديد
يلاحظ المتتبعون للشأن المحلي ظاهرة تزايد عدد الأشخاص المتعاطين للتجارة الموسمية، في قارعة الطرقات، وعلى جنبات الشوارع وفوق الأرصفة، في مختلف المحاور الرئيسية بمدينة طنجة، على الرغم من أن هذه الأيام ليست مواسم تجارية تعرف الرواج، كما في شهر رمضان والأعياد وفصل الصيف.
ففي الحي الجديد على سبيل المثال، توسعت رقعة “السوق الموازي” للمركز التجاري كسبرطا، إلى الشارع المقابل لمقر الدائرة الحضرية السواني، حيث غطى عشرات الباعة المتجولين الرصيف المحيط بموقف السيارات.
ويعد تزايد أعداد الملتحقين بالتجارة الغير المنتظمة تقييما سلبيا لسياسة الإدارة والحكومة على مستوى البرامج الاجتماعية والاقتصادية الموجهة للفئات الهشة، ودليلا على ضعف الحكامة في تدبير أسواق القرب، وغياب آليات شفافة للفرز حسب الأولويات والاستحقاق، فهناك أشخاص متقاعدون وأصحاب محلات يستفيدون من مربعات في الأسواق المحدثة، وهناك من لا يملكون أي مدخول وتم حرمانهم من الاستفادة.
زيادة على كل ذلك، ساهم تأخر التساقطات المطرية التي تشهدها البلاد بداية هذا الموسم الفلاحي، في نشاط الهجرة القروية المرتبطة، حيث تتحول المدن إلى وجهة آلاف العاكلين الباحثين عن فرص عمل معيشية، في ظل غياب بدائل مهنية لليد العاملة النشيطة في العالم القروي، وبما أن غالبيتهم لا يتوفر على حرفة صناعية، فإنه يتوجه رأسا إلى تجارة الرصيف لتفريش سلع زهيدة عله يحرر من بيعها قوت يومه.
وتسائل هذه الوضعية الحادة مدى نجاعة المقاربة المعتمدة في محاربة الهشاشة، والبطالة، في الوقت الذي تبين المؤشرات أننا أمام إعادة إنتاج نفس الوضع، عوض تغيير الظروف الاقتصادية للمواطن نحو الأحسن.
Discussion about this post