المياه العادمة تخترق أحياء سكنية بطنجة مثيرة جدلا واسعا حول نجاعة التعمير

يعيش سكان مجمعي غولف مسنانة ومهدية بمدينة طنجة حالة من القلق والاستياء، عقب ظهور مجرى مائي للصرف الصحي (واد الحار) يخترق المساحة المشتركة بين المجمعين، وهو مشهد غير معتاد داخل مناطق سكنية حديثة البناء.

المياه العادمة تخترق أحياء سكنية بطنجة

وتفجّرت هذه القضية في الأيام الأخيرة بعد تداول صور ومقاطع فيديو توثق وجود مجرى مفتوح لمياه الصرف وسط المجمعات، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات كثيرة بشأن معايير التعمير، ومدى احترام دفاتر التحملات من طرف بعض المنعشين العقاريين.

ووفقا لمعطيات متطابقة، فإن الترخيص الأصلي لبناء هذه المجمعات تم منحه خلال فترة تولي الوالي محمد اليعقوبي لمهامه على رأس جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث كان مشروطا بتعهد الشركات العقارية بتغطية قنوات الصرف الصحي الموجودة بالمنطقة قبل الشروع في أي أشغال بناء.

إلا أن الواقع، حسب مصادر من عين المكان، يُظهر أن عملية التغطية لم تكتمل، وتم الاكتفاء بتغطية جزء محدود فقط، بينما تُركت مسافة كبيرة من مجرى الصرف مكشوفة، ما يطرح علامات استفهام حول المراقبة اللاحقة والتتبع الميداني للمشاريع.

مخاطر صحية وبيئية

وفي هذا السياق، عبر السكان المتضررون عن تخوفهم من المخاطر الصحية والبيئية التي قد تنجم عن الوضع القائم، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد انبعاث الروائح الكريهة.. ناهيك عن احتمال تسرب الحشرات والقوارض، ما يجعل العيش في هذه الظروف أمرا مقلقا، خاصة للعائلات والأطفال.

دعوات لفتح تحقيق وتحديد المسؤوليات

وفي ظل هذا الوضع، تتعالى الدعوات من طرف عدد من الفاعلين المدنيين وممثلي الساكنة بضرورة فتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، سواء تعلق الأمر بالجهات التي منحت الترخيص أو بالجهات التي تعهدت بتنفيذ أشغال التغطية، أو بمرحلة المراقبة والتتبع التقني لاحقا.