عن أسبوعية لاكرونيك بتصرف نظمت جمعية اتحاد المنعشين العقاريين بطنجة، يوم الخميس الماضي، بأحد فنادق المدينة، وذلك بشراكة مع بنك “الصفاء” للتمويلات التشاركية، ندوة تحت عنوان “قطاع الإنعاش العقاري والتمويل البديل للبنوك التشاركية أية إضافة؟ وأية انتظارات؟ وتوقع رئيس جمعية اتحاد المنعشين العقاريين بطنجة، عيسى بن يعقوب، في معرض مداخلته أن تجذب المعاملات المالية للبنوك التشاركية، شريحة مهمـة من الزبناء طالما تحفظوا على القيام بتعاملات مالية مع النظم البنكية التقليدية. وقال بنيعقوب إن ولوج البنوك التشاركية للسوق المغربية وطرحها أصناف جديدة من المعاملات المالية وتســويق منتجات ذات مرجعية إسلامية، يستهدف شريحة كانت متحفظة من المعاملات التقليدية، سواء تعلق الأمر باقتناء عقار، أو الاستثمار فيها أو ادخار السيولة النقدية، عن طريق باقة متنوعة من التمويل التشاركي، مثل المرابحة، والمشاركة. وحول تقييمه للسنوات الثلاثة الماضية التي شهدت افتتاح عدد من المؤسسات البنكية البديلة، قال رئيس اتحاد المنعشين العقاريين بطنجة، إن المهنيين والمستثمرين في مجال العقار تسودهم حالة من الترقب والحذر، على اعتبار أن البنوك التشاركية لا تزال في رحلة البحث عن الذات وموطئ قدم داخل المنظومة المالية العاملة ببلادنا، في الوقت الذي يعيش قطاع العقار تراجعا مستمرا في نفس الفترة. وحسب ما فهم من كلام رئيس اتحاد المنعشين العقاريين بطنجة، فإن إقبال المستهلك المغربي على اقتناء الأصول العقارية لم يرتفع لمستوى انتظارات المهنيين، رغم مرور أربع سنوات على طرح البنوك التشاركية منتوجاتها البديلة، ولذلك، يرى عيسى بنيعقوب، أن نجاح الجيل الجديد من البنوك المغربية، رهين بتوفر مجموعة من الظروف الملائمة وتطوير المنظومة المالية والتقنية، والاستجابة لمتطلبات السوق. وأكد عيسى بنيعقوب على هذا الانطباع، عندما قال بصريح العبارة، إن المؤشرات والمعطيات الحالية، لا تزكي الطموح الذي كان يراود المهنيين من أن بدء عمل البنوك التشاركية سيعطي دفعة قوية لقطاع الاستثمار العقاري، وسيساهم في حلحلة الانكماش التي يمر منها الإقبال على تملك الأصول العقارية. بل على عكس طموحاتهم، من كون ما يزيد على 35% من المغاربة، الذين لم يسبق لهم الانخراط في الأبناك التقليدية، حسب تقديرات بنك المغرب، سيكونون زبناء محتملين لاقتناء العقار، فإن حالة الترقب هي التي لا زالت سائدة. وعزا الفاعل المهني ضمن مداخلته، هذا الوضع، إلى وجود العديد من الإشكالات والغموض الذي يلف العمليات ذات الطابع العقاري، سواء من جانب العلاقة بين الأبناك التشاركية والعملاء المحتملين، أو بينها وبين المستثمرين العقاريين من جهة أخرى، كباحثين عن أنماط جديدة من التمويل لمشاريعهم المحتملة. إضافة إلى ذلك، سجل عيسى بنيعقوب، أن ولوج الأبناك التشاركية للسوق، لم تواكبه حملة دعائية قوية، وإنما ظلت حبيسة الأخبار الرسمية ووسائل الإعلام العمومي، وهو ما أفضى إلى ظهور خلط لدى الزبناء المفترضين وعامة الناس، مفاده أن قيمة الملك والفوائد في البنوك التقليدية أرخص من ثمن نظيراتها في البنوك التشاركية. وختم رئيس اتحاد المنعشين العقاريين بطنجة، قوله، إن نجاح هذه البنوك في مهامها وربح رهان المساهمة في تعزيز المنظومة المالية، رهين بتمكينها من آليات الاشتغال كاملة غير منقوصة، ثم تعزيز إطارها التشريعي والمالي والاستقلالية الخاصة بها، على غرار البنوك المماثلة العاملة في بعض الدول والتي حققت نتائج جد مبهرة.]]>