عن مجلة تيل كيل
يتصور العربي الجعايدي أن مسألة النموذج التنموي تتجاوز البعد التقني، حيث يؤكد على أن ما يجب التشديد عليه، هي القيم التي سيبنى عليها النموذج، أي المعايير المؤسساتية التي تتيح لاقتصاد بالعمل بفعالية.
ويرى عضو”بوليسي سانتر فور نيو ساوت ” أن الإنصات للمواطن، يشكل الهدف الأسمى للنموذج، خاصة أن أشكال الاحتجاج الجديد التي يعرفها المغرب، تؤشر على حجم الانتظارات التي يجب البحث لها عن أجوبة بشكل جماعي.
ويعتبر الجعايدي الذي سبق له أن شغل منصب مستشار لرئيس الحكومة، أن من بين الانتظارات التي يعبر عنها المواطن، تلك التي تتعلق بحضور أكبر للدولة، حيث يترقب سياسيات عمومية تقلص المخاطر الفردي في مواجهة ظواهر مستقلة عن اختيارات الأسر.
ذلك أول تطلع للمواطن، أما المبتغى الثاني، فيتمثل في الحلم بعدالة وشفافية أكثر في القرارات العمومية، بالموازاة مع ذلك، يرنو إلى ولوج سهل للخدمات العمومية الأساسية.
ويرى، ثالثا، في حوار مع ” تيل كيل”، أن المواطنين يعتبرون أن الآليات الاقتصادية، لا يجب أن تختزل في الخلق الخالص للثروة، بل في التوزيع العادل.
ويتصور الجعيدي، الذي يعتبر خبيرا مستقلا لدى الهيئة المغربية لمحاربة الرشوة، أنه لا يمكن الحديث عن المغرب كاقتصاد صاعد، إذا لم يبرز فاعلون ناضجون واعون بالمخاطر في محيطهم، ما يستدعي في تصوره التوجه نحو المنافسة المشروعة والقطع مع نظام الريع وأشكال الزبونية والرشوة التي تميز العلاقات بين الإدارة وعالم المقاولة.
ويشدد على أن الميثاق الجديد يجب أن يبدأ بتوافق حول قواعد ضبط العلاقة بين الدولة والمجتمع.
Discussion about this post