إيكوبريس- بقلم عبد الرحيم العلام –
(أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض)
تفاعلا مع الحملة الشرسة التي يقودها الساسة في الدول الغربية العظمى للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي والتضييق على المتعاطفين مع فلسطين من القاطنين بهذه الدول، قال عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، إن “الظلم لا يمكنه أن يستمر، كذلك لا يمكن للغرب المنتصر للظلم إلا أن يخفت أو يزول”.
ونبه علام في مقال رأي بعنوان: “فلسطين.. غرب علماني ضد غرب علماني“، نشره بعدد من المنابر الوطنية، إلى أن الغرب ليس واحدا وإنما هناك غرب متعدد، وقد يبرز غرب معين اليوم، وقد يخفت الغرب الآخر تحت ضغط اللوبيات التي تؤثر على الساسة بسبب مصالحهم الشخصية وليس انتصارا للقيم التي تأسست عليها دولهم.
وأوضح العلام أن الكثير من الناس قد شعروا بهول الصدمة مما يحدث في بعض الدول الغربية بخصوص أحداث فسلطين، في ظل مواقف وممارسات بلدان “التنوير” و”الديمقراطية” و”حقوق الإنسان”…
وبعد أن توقف الأستاذ الجامعي عند ما قامت به وقالته أمريكا وفرنسا وألمانيا وغيرها بخصوص ما يقع على الأراضي المحتلة، وأيضا التضييق الذي مارسته بعض الأندية الرياضية على لاعبيها، وكذا خدمة الإعلام الغربي للبروباغندا الرسمية، وتبنيها للرواية الإسرائيلية، شدد على وجود غرب آخر ضد هذا الغرب.
وأوضح، صحيح أن الآلة الإعلامية الغربية منخرطة في البروباغندا الصهيونية، ولا رواية ترويها غير الرواية الإسرائيلية، لكن هذا لا يمنع من تسرب الرواية الفلسطينية إلى الإعلام الغربي نفسه، سواء في نسخته الموجهة للعرب بالعربية أو في نسخته الموجهة للعالم بمختلف اللغات، لأن شمس الحقيقة لا يمكن حجبها، كما لا يمكن للصوت الواحد والرواية الواحدة أن تكون محفزة على المتابعة.
وأردف العلام، هذا الغرب المالك للتكنولوجيا لم يصد جميع الأبواب في وجه طالبي الحقيقة؛ فمحرك البحث “غوغل” ما زال مستمرا في توفير كل المعلومات، و”اليوتيوب” مستمر في ضخ كم هائل من المعلومات والمقاطع التي تنشر الرواية المعاكسة، كما أن هناك نزر ولو يسير من الأعمال السينمائية التي تهدف إلى الموضوعية.
ومن الإشارات أيضا، وجود طيف واسع من المسؤولين والوزراء في اسبانيا وكندا وإيرلندا والنرويج وبلجيكا وسكوتلندا لا يتبنون موقفا داعما لإسرائيل بإطلاق، فضلا عن استقالة مسؤولين في أمريكا، وكذا انقسام الطيف السياسي الفرنسي على نفسه بخصوص القضية الفلسطينية، فضلا عما تشهده الولايات المتحدة من مظاهرات كبيرة جدا داعمة لفلسطين.
ونبه الأستاذ الجامعي إلى أن العديد من النوادي الرياضية رفضت التضييق على لاعبيها، ونظيرُ ذلك ما قام به فريق كرة القدم “فريدر بريمن” الألماني عندما رفض إصدار أي توجيهات للاعبيه بخصوص ما يحدث في فسلطين، وأما جمهور نادي “سلتيك” السكوتلندي فهو لم يكتف بالإدانة الفردية، وإنما اتخذ تعاطفه مع الفلسطينيين شكلا جماعيا يكاد يكون ثابتا منذ سنوات، وبنفس الطريقة عبر جمهور نادي “أوساسونا” الإسباني وبعض جمهور “ليفربول” الإنجليزي، ونفس الأمر بالنسبة لجماهير “ريال مدريد” وغيرها من الجماهير.
وأشار العلام إلى ما عبر عنه العديد من الممثلين من دعم لفلسطين ورفض لجرائم الاحتلال، رغم أن اللوبي الصهيوني يسيطر على الأوساط السينمائية، مشددا على وجود اختراقات لا بأس بها تحققت لصالح الفلسطينيين في هذا المجال.
وذكر العلام أن الغالبية العظمى من المثقفين والمفكرين المشتغلين في مجال حقوق الانسان والمهتمين بالقضايا الدولية، تكاد تكون شبه مجمعة على إدانة ما تقوم به إسرائيل في حق الفلسطينيين، وهذا حال العديد من أساتذة الجامعات العريقة واتحادات طلابها.
لذلك، يقول الكاتب، من المتعجل جدا الحكم على الغرب بأكمله جملة وتفصيلا، وإلا فإن من شأن هذا التعميم أن يجعل الجميع في بوتقة واحدة دون تمييز، وهو الأمر ذاته الذي يؤاخذ عليه الغرب عندما يجعل الجميع في كفة واحدة، ويضع جميع المسلمين، مثلا، في حالة شبهةٍ دائمة.
Discussion about this post