إيكوبريس من طنجة –
تحت ضغط رهيب استقبلت الثانوية الإعدادية الحسن الثاني الواقعة في منطقة سيدي ادريس التابعة لمقاطعة بني مكادة، آلاف التلاميذ مع بداية الموسم الدراسي 2021/2022، وهو ما جعل الآباء والأمهات يشدون أيديهم على قلوبهم، بسبب الاكتظاظ في الفصول الدراسية، وبسبب الظروف المحيطة بالمؤسسة المتواجدة في منطقة آهلة بالبناء العشوائي، وتعرف ارتفاعا كبيرا للمنقطعين عن الدراسة.
وخلال جولة قامت بها جريدة إيكوبريس الإلكترونية صباح اليوم الثلاثاء، تفاجئ طاقم الجريدة بوجود عشرات الفتيان المنقطعين عن الدراسة متجمعين بمحيطها، وحين سؤال بعضهم عن دوافع مجيئهم إلى محيط المؤسسة التعليمية، اتضح أن عددا منهم توقفوا عن متابعة تعليمهم لأسباب مختلفة، كما أنهم لا يزاولون أي نشاط مهني ولا أي عمل مفيد يمكن أن يعود عليهم بالنفع.
ومن دون أي خجل أو وجل صرح بعضهم أنه ينتظر مغادرة التلاميذ لمعاكسة البنات، ومنهم من ينتظر أصدقاءه لمرافقته في الطريق خلال وقت العودة إلى المنزل، والرجوع بعد الظهيرة إلى المؤسسة، هكذا يمضي الفتيان المنقطعين على الدراسة وقتهم طيلة الموسم الدراسي.
لكن بعض الفتيان لم يترددوا في الجهر بارتكاب أفعال تندرج في خانة الانحراف المؤدي إلى طريق الإجرام. وقد اشتكت أمهات في حديثها لميكروفون إيكوبريس خوفها من ان يطال أذى المنحرفين فلذات أكبادهم.
ظاهرة لم يخفي الآباء والأمهات كما الأطر التربوية للمؤسسة، واصفين الفتية القاصرين بأنهم “غرباء”، ويسري عليهم في التعامل ما يسري على أي غريب يتوقف في محيط المدرسة من دون أن يكون له غرض مع الإدارة أو ينتظر تلميذا تحت مسؤوليته.
أما المشكلة الأخرى التي تقلق أولياء الأمور وتؤرقهم، فتتمثل في الضغط الكبير والذي جعل بعض الأقسام تكتض بأزيد من 40 تلميذا، وهذا يعني حسب تصريحات عدد منهم أن حظوظ اكتساب المعارف والتعلمات تتضائل لمستوى متدن جدا.
ويبلغ عدد المسجلين في إعدادية الحسن الثاني على سبيل المثال أكثر من 3 آلاف و 300 تلميذ، يتوزعون على 72 حجرة دراسية، ما يلقي الأعباء كاملة على الأطقم التربوية لهندسة جدول زمني يمكن من تقسيم الحصص الدراسية بالعدل والتساوي بين جميع المستويات والأقسام الدراسية.
ظروف مشابهة تعاني منها إعدادية بدر الواقعة في منطقة مسنانة، أزيد من 2000 تلميذ يتكدسون في الأقسام في بناية لا تسع إلا لـنصف عدد التلاميذ.
وبالتتابع فإن الحديث عن تكافؤ الفرص والمساواة في التعليم هراء تلوكه ألسن المذيعين في القنوات والإذاعات الرسمية، والتي لا تنقل الواقع كما هو، ولا تتحدث عن مسبباته.
فخلال السنوات الأخيرة ابتليت مدينة طنجة، بمسؤولين محليين لا يعرفون الاستثمار إلا في تجزيء الأراضي، وبناء الآجور والاسمنت، أم الاستثمار في الإنسان فهو خارج أجندة اهتماماتهم.
ولمن يشكك في هذه الحقيقة المؤلمة، يمكنه زيارة المناطق الآهلة بالسكان في الأحياء العشوائية التابعة لمقاطعة بني مكادة، فالمنازل تزيد طوابقا فوق أخرى، لاستقبال وافدين جدد على المدينة في إطار الهجرة القروية، في المقابل يتزايد الضغط على المرافق العمومية القليلة أصلا مقارنة مع تعداد السكان، وهو ما يؤدي إلى إغراق المدارس والمستوصفات والملحقات الغدارية ودوائر الأمن بضغوط على موظفيها بما لا طاقة لهم به، فهل يستوعب أصحاب القرار مخاطر هذه التراكمات قبل أن يتنفلت الأمور على السيطرة؟
Discussion about this post