إيكونوميك بريس – متابعة
كشفت رئيسة فريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين، البرلمانية آمال العمر، عن أرقام مهولة لقضايا نزاعات الشغل المعروضة على المحاكم، والتي لم تتمكن الإدارة القضائية من البث فيها بسبب تزايدها المطرد خلال السنوات القليلة الماضية وهو ما يكشف بالملموس ظروف الهشاشة الاجتماعية التي ترزح تحتها اليد العاملة المغربية.
وقالت العمري في مداخلة لها بجلسة المستشارين الأخيرة، “تعرف قضايا نزاعات الشغل المعروضة أمام محاكم ارتفاعا مطردا إذ بلغت سنة 2017 حسب المعطيات الإحصائية الرسمية ما يزيد عن 100 ألف قضية، لم تبت المحاكم إلا في 41 ألفا قضية، حيث يضطر العديد من العمال ضحايا الخروقات الصارخة للقوانين الاجتماعية، والإغلاقات اللاقانونية و التسريحات الجماعية والطرد التعسفي و الطرد لأسباب نقابية، اللجوء إلى القضاء لإنصافهم و تمكينهم من الحقوق المنصوص عليها في مدونة الشغل”.
لكن بعد سنوات من التقاضي وصدور الأحكام النهائية وإقرار حقوقهم، يكتشف العمال أن الأحكام الصادرة لصالحهم مجرد حبر على ورق ولن تعرف طريقها إلى التنفيذ، لتتضاعف بذلك معاناتهم و تشريد آلاف الأسر . والأمثلة كثيرة ومتعددة.
وذكرت المستشارة البرلمانية، بمعاناة عمال مطاحن الساحل الذين لازالوا في احتجاجات مفتوحة منذ سنة 2004، ينتظرون تنفيذ الحكم الذي قضت به المحكمة في التعويض عن حقهم في الطرد التعسفي.
وترجع أسباب عدم التنفيذ إلى التحايل والالتفاف على الأحكام: تهريب المنقولات المملوكة للشركة وأحيانا على مرأى ومسمع من السلطات، منقولات بخسة الثمن لا تفي بالحقوق، ممتلكات مستأجرة في ملكية جهة أخرى، عمال تابعين لشركة الوساطة ليست لها ممتلكات، عقارات الشركة مثقلة بالرهون التي تعطاها الأولوية لتضيع حقوق العمال، فرار المشغلين إلى خارج البلد…الخ.
و الأدهى هو أن بعض الشركات تستأسد على الأحكام القضائية كما هو الحال بالنسبة لـ APM TERMINAL التي طردت عمالا لأسباب نقابية صرفة، و بعد صدور حكم نهائي بإرجاعهم إلى عملهم ووجهوا بتعنت الشركة التي رفضت الإذعان للحكم القضائي.
وشددت المستشارة البرلمانية عن الاتحاد المغربي للشغل، تنفيذ الأحكام القضائية وضمان سيادة القانون ومساواة المتقاضين أمامه سواء كانوا أشخاص ذاتيين أو معنويين أو إدارات عمومية، هو مسؤولية الحكومة التي تتوفر على كافة الوسائل المادية والقانونية والقضائية لحماية الحقوق الفردية والجماعية المنصوص عليها في الدستور المغربي، وأن عدم تنفيذها هو تحقير للقضاء، وخرق سافر للدستور الذي ينص في ﻓﺼﻠﻪ 126، ﺃﻥ “ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ عن ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ “.
وشددت المتحدثة على أن فريق الاتحاد المغربي للشغل، أن ضمان الحماية القانونية للعمال يمر بالضرورة عبر التتبع الصارم لمدى احترام المشغل لمدونة الشغل وباقي القوانين الشغلية منذ بداية نشاط الشركة، وحمل المشغلين على احترام الحق النقابي والتفاوض قبل اندلاع نزاعات الشغل الجماعية، ووضع آلية لتتبع تنفيذ الأحكام القضائية بإشراك الفرقاء الاجتماعيين، ومراجعة سبل تطبيق الأحكام حتى لاتظل محصورة على الممتلكات ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ.